بسم الله الرحمن الرحيم
عرفت مصر طوال تاريخها بأنها مقصد للسائحين والجوالة منذ أن زارها "هيرودوت" فى التاريخ القديم مسجلا اندهاشه عن اختلافها الشاسع عن بلاد اليونان وظلت مصر كذلك طوال تاريخها الوسيط والحديث، ثم أضاف اكتشاف آثار الفراعنة منذ بدايات القرن الماضى سحرا خاصا إلى مصر بجانب ما بها من آثار دينية وحضارية فريدة تتحدى الزمان فى شموخها وعظمتها، هذا بجانب ما تتمتع به من موقع جغرافى وسط العالم ومناخها المعتدل صيفاً وشتاءً، وسواحلها السهلة الممتدة، وما بشواطئها من كنوز الشعب المرجانية الفريدة، كل ذلك يعد من مزاياها النسبية التى توفر للتنافس المطلوب والتفوق المأمول عناصره وضماناته.
ويأتى فى مقدمة هذه المزايا النسبية التى تتمتع بها مصر كمقصد سياحى تنوع مجالات السياحة وأهمها السياحة الثقافية والأثرية باعتبارها من اقدم أنواع السياحة فى مصر حيث الحضارات القديمة ,وتظل السياحة الثقافية هى المقوم السياحى غير المتكرر أو المتشابه أو القابل للمنافسة نظرا لما تمتلكه مصر حيث يوجد بها ثلث الآثار المعروفة فى العالم أجمع بجانب وجود العديد من المتاحف الهامة، وايضاً توجد السياحة الترفيهية وسياحة الشواطىء، السياحة الدينية، السياحة العلاجية ، السياحة البيئية، السياحة الرياضية من مهرجانات ومسابقات، سياحة السفارى وأخيراً سياحة المؤتمرات والمعارض.
فمع حلول عقد التسعينيات بدأت سياسة تنموية جديدة مع صدور القرار الجمهورى رقم 425 لسنة 1992 بانشاء الهيئة العامة للتنمية
وعلى مدار الخمسة عشر عاماً الماضية وحتى الآن ،شهد المجال السياحى فى مصر اضافة للمزيد من المجتمعات السياحيةالجديدة فى مناطق عدة نائية اضافت الكثير الى مساحة المعمور السياحى المصرى ،كما أعادت تشكيل مراكز الانتاج والتنمية فى مصر ،حيث تم خلال الفترة الممتدة من عام 1992 وحتى عام 2007 إقامة نحو 557 مشروعاً سياحياً بإجمالى طاقة فندقية قدرها 40 ألف غرفة وبتكاليف استثمارية تقدر بنحو 9.7 مليارات جنيه .. هذه المشروعات تتوزع على مناطق خليج العقبة والبحر الأحمر والعين السخنة ورأس سدر والساحل الشمالى والعريش ،كما تم التخطيط لاقامة 51 مركزاً سياحياً تتكامل فى كل منها مقومات مدينة بذاتها وبكل ما تحتاجه من مرافق أساسية ومقومات سياحية .
انطلقت بحلول عام 2006 الحملة الدعائية الجديدة للسياحة المصرية فى كافة انحاء العالم تحت شعار "هبة الشمس"ومصر التى لا يمكن مقارنتها بشىء..ويجرى تنفيذها من خلال كافة الوسائل الاعلامية من صحف وتليفزيون ومحلات الى جانب اعلانات الطرق ووسائل المواصلات وبدأت مصر بتنفيذ برنامج للنهوض بالسياحة المصرية يمتد من عام 2006 حتى عام 2011..يهدف هذا البرنامج الى جذب القطاع الخاص لضخ استثمارات جديدة فى مجال الاستثمار السياحى تقدر بنحو 8 مليار جنيه بما من شأنه خلق المزيد من فرص العمل للشباب فى المشروعات السياحية القومية ،حيث قدمت السياحة خلال عام 2005/2006 نحو 120 ألف فرصة عمل لشباب مصر.
السياحة بالنسبة لمصر تعنى الكثير .. تعنى أكثر من 8 ملايين سائح سنوياً وأكثر من 80 مليون ليلة سياحية وأكثر من1.6 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة الى جانب حوالى 12.5% من إجمالى مساحة العمران وحوالى 11.5% من الانتاج المحلى الإجمالى .
شهدت اعداد السائحين الوافدين اليها فى الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظاً وصل الى 9.1 مليون زائر عام 2007، حيث بلغت نسبة الزيادة 5.5% عن السنة الماضية التي شهدت 8.7 مليون زائر، ونتيجة لذلك زادت الايرادات السياحية المحققة لتصل فى نفس العام الى نحو 6429 مليون دولار..من هنا قفزت السياحة لتصبح المصدر الأول لدخل مصر من العملات الأجنبية .
أما على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، استطاعت مصر تحقيق نسبة زيادة في قطاع السياحة وصلت الى 12.9% بواقع1.9 مليون عام 2007 مقارنة بـ1.7 مليون عام 2005. وتشير احصاءات منظمة السياحة الدولية التابعة للأمم المتحدة الى أن نسبة زيادة السياحة العالمية بلغت 4.5% في حين يتوجه واحد من كل 5 سياح الى مصر.
وبالنسبة للدول العربية ، فقد بلغت نسبة الزيادة في عدد السياح من دولة قطر الى مصر 26.4% عن العام 2005. أما نسب الزيادة في بقية دول المنطقة فهي: 7.5% من المملكة العربية السعودية، 21.8% من الامارات العربية المتحدة، 17.8% من ليبيا، 16.9% من الأردن، 16.7% من الكويت، 14.7% من تونس و13.4% من البحرين.
وتعتبر سياحة المهرجانات من اهم وأحدث وسائل الجذب السياحى ، وتنفرد مصر بإقامة العديد من المهرجانات التى تحظى بإقبال جماهيرى مثل مهرجان القاهرة الدولى للأغنية ،ومهرجان السينما الدولى ،و مهرجان السياحة والتسوق ويضم بداخله مهرجان الذهب ، والمهرجان السنوي الحادي عشر لصيد الأسماك للهواة ومهرجان الإسكندرية الدولي لأغنية البحر المتوسط يونيو 2005 ، وبطولة شرم الشيخ الدولية للبولينج .
كما شهد عام 2006 تنفيذ أكثر من مشروع بالساحل الشمالي مثل تطوير منطقة سيدي عبد الرحمن وانشاء مشروع سياحي عملاق لتطوير المنطقة وتعميرها وتحويلها الي منتجع سياحي عالمي .. يهدف المشروع وباستثمارات تقدر بنحو 7 مليارات جنيه ، الي إضافة نحو ثلاثة آلاف غرفة فندقية وملاعب جولف ومارينا علي مستوي عالمي ، الي جانب إسكان سياحي وأنشطة رياضية وترفيهية ومراكز تجارية.كما تم افتتاح فندق عالمي بالساحل الشمالي خلال عام 2006 ليضع مصر علي خريطة السياحة العالمية ، ويزيد في الوقت نفسه من فرص التدفق السياحي الدولي لمصر.. يتكون الفندق من 400 غرفة كمرحلة أولي من المشروع الذي يضم ستة فنادق علي مساحة ثلاثة ملايين متر مربع وباستثمارات تبلغ مليار جنيه حيث يوفر نحو 50 ألف فرصة عمل .
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
Read more:
http://www.travelerpedia.net/forums/showthread.php/10-نبذة-عن-تاريخ-السياحة-فى-مصر?s=7312aa28b68325eac63ad16ea4aa5001#ixzz2897z4M1z